ينتظر عشاق كرة القدم في إسبانيا ومدريد خاصة والعالم عامة، بفارغ الصبر، نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بين ريال واتلتيكو قطبي مدريد، يوم السبت 24 مايو/أيار، على ملعب "دا لوز" في العاصمة البرتغالية لشبونة. وستتزين مدرجات ملعب "دا لوز" لأول مرة بألوان فريقين من مدينة واحدة في نهائي دوري الأبطال، بألوان العملاقين المدريديين الريال "بلانكوس"،
واتلتيكو "الروخي بلانكوس"، وستنقسم العاصمة الإسبانية مدريد على نفسها يوم السبت، فقسم منها يتمنى الفوز للريال والآخر لاتلتيكو، والأمر ينطبق على عشاق الساحرة المستديرة في العالم كله. وسيدخل كل من الفريقين هذه المباراة بحساباته الخاصة، ولكن الهدف واحد وهو التتويج باللقب المرموق أوروبيا وعالميا.
- انشيلوتي مفتاح "العاشرة"
فريال مدريد يمني النفس بالفوز باللقب العاشر له في هذه البطولة، والأول منذ عام 2002. ويملك الفريق الملكي كل المقومات لتحقيق هذه الحلم الذي طال انتظاره 12 عاما، فقد استقطب فلورنتينو بيريز رئيس النادي المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي "الخبير بدوري الأبطال" من فريق باريس سان جيرمان، ليخلف البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أنهى الموسم الماضي بلا أي لقب كبير. فكارلو انشيلوتي (54 عاما) هو واحد من ستة أشخاص فازوا بلقب كأس أوروبا كلاعبين ومدربين، ولديه فرصة ليصبح ثاني شخص، بعد بوب بيزلي مدرب ليفربول السابق، يفوز بدوري الأبطال (كأس أوروبا سابقا) ثلاث مرات كمدرب. كما أبرم بيريز صفقة قد تكون هي الأغلى في عالم كرة القدم حتى الآن عندما تعاقد مع الجناح الويلزي الطائر غاريث بيل، ولكنه قال بأنها كلفت نحو 94 مليون يورو، ربما كي يبقي على نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو كأغلى لاعب في العالم. وضحى ريال مدريد، الفائز بلقب بطل كاس إسبانيا في الموسم الحالي، بلقب بطل الدوري الإسباني في المراحل الأخيرة من أجل التركيز على اللقب الأوروبي العاشر
. رونالدو مستعد للتحدي
وتعززت فرص الميرنجي في تحقيق حلم اللقب العاشر بالتحاق رونالدو "صاروخ ماديرا"، بالمباراة النهائية، بعد تعافيه من الإصابة. وقدّم رونالدو موسما استثنائيا له، فقد توج بالكرة الذهبية في عام 2013 ، وهي الجائزة التي تمنح لأفضل لاعب في العالم سنويا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بالمشاركة مع مجلة "فرانس فوتبول" المتخصصة، واضعا حدا لهيمنة غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة، الذي احتكر جائزة الكرة الذهبية أربع سنوات متتالية. كما حطّم الدون البرتغالي الرقم القياسي لغريمه البرغوث الأرجنتيني، بتسجيله 16 هدفا خلال موسم واحد في دوري الأبطال، كما توج بلقب هداف الدوري الإسباني برصيد 31 هدفا، وفاز مع الميرنجي بلقب بطل كأس إسبانيا في الموسم الحالي. ويسعى رونالدو، الذي يعاني في الفترة الأخيرة من الإصابة في فخذه الأيسر، لإنهاء موسمه الرائع بقيادة الفريق الملكي إلى إحراز اللقب العاشر، والفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بعد أن أحرز لقبه الأول مع مانشستر يونايتد في عام 2008، والتفرغ لمونديال البرازيل مع منتخب بلاده. وكان كريستيانو رونالدو قد قاد المنتخب البرتغالي إلى نهائيات مونديال 2014 في البرازيل، على حساب نظيره السويدي في الملحق الأوروبي، بتسجيله أربعة أهداف "سوبر هاتريك" أو "بوكر"، حيث سجل هدفاً في مباراة الذهاب (1-0) في لشبونة، وثلاثية "هاتريك" في لقاء الإياب (3-2) الذي جرى بين المنتخبين يوم الثلاثاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على استاد "فريندز أرينا" في سولنا شمال العاصمة ستوكهولم. وحصل الدون على وسام "إنفانتي دوم هنريكي" بدرجة "الضابط الأعظم"، الذي يمنح منذ عام 1960 لأبرز الشخصيات داخل البرتغال أو خارجها، خاصة من ساهم في نشر الثقافة البرتغالية والتعريف بقيمها وتاريخها، وهو أحد أرفع الأوسمة في البرتغال.
- سيميوني يسطر التاريخ
وفي المقابل، يمني اتلتيكو مدريد النفس بالفوز بلقب البطولة لأول مرة في تاريخه، وهو الآخر لديه ما يبرر له حق المنافسة، فلديه مدرب لا يكل ولا يمل، هو الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي قاد الروخي بلانكوس إلى انتزاع لقب بطل الليغا من بين أنياب برشلونة على ملعبه "كامب نو"، وذلك لأول مرة منذ عام 1996 عندما توج باللقب ايضا كلاعب في صفوف الفريق. ونجح سيميوني مع كتيبة "الروخي بلانكوس" في الوصول إلى النهائي متخطيا فريق برشلونة ايضا في الدور ربع النهائي، وتشيلسي الإنكليزي في الدور قبل النهائي.
التاريخ يشهد بتفوق الميرنجي
أما فيما يتعلق بتاريخ المواجهات بين الفريقين، فكفة الريال هي الأرجح، حيث التقى الفريقان 264 مرة في خمس بطولات مختلفة، هي الدوري الإسباني وكأس الملك وكأس الدوري والكأس الإقليمية ودوري أبطال أوروبا، وفاز الريال في (143) مباراة مقابل (64) لأتليتيكو ، بينما ساد التعادل (57) مباراة ، وسجل الميرينجي (480) هدفا، مقابل (340) للروخي بلانكوس. والتقى ريال مدريد وأتلتيكو ثلاث مرات في دوري أبطال أوروبا، كان اللقاء الأول في 23 أبريل/نيسان عام 1959 ضمن ذهاب الدور قبل النهائي للبطولة ، وانتهى بفوز الريال (2-1)، بينما فاز أتلتيكو في مباراة الإياب في 7 مايو/أيار 1959 بهدف وحيد، ليتم اللجوء لمباراة فاصلة (قبل تعديل اللوائح) جرت في 13 مايو/أيار من نفس العام ، وانتهت بفوز ريال مدريد بهدفين لهدف. وشهد الموسم الجاري أربع مواجهات بين الفريقين، وتفوق الريال فيها على جاره اتلتيكو ايضا، فقد تغلب الملكي في مباراتي الذهاب والإياب في مسابقة كأس إسبانيا، بينما فاز أتلتيكو في ذهاب الليغا على ملعب "سانتياغو برنابيو" بهدف دييغو كوستا، في حين ساد التعادل الإيجابي (2-2) مباراة الإياب على ملعب "فيسنتي كالديرون" في الدوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب برأئيك